11/09/2011

الميديا الجديدة والمجال العمومي : الإحياء والإنبعاث

إن التفكير في مسألة المجال العمومي في العالم العربي تطرح إشكالية معرفيّة تتعلّق بتنزيل المفهوم في السياق السياسي والثقافي العربي، خاصّة وأن  مقاربة يورغان هابرماس السائدة لا يمكن أن تطمح إلى الكونية* بسبب ارتباطها بتاريخ الحداثة الغربية وبالتاريخ السياسي والثقافي للمجتمعات الغربية. وعلى هذا النحو فإن إستخدام مفهوم المجال العمومي ليست عملية آمنة إبستيمولوجيا، خاصّة إذا أخذنا بعين الإعتبار إستخداماته المحدودة التي تحيلنا إلى ضعف تفاعل البحوث العربية في مجال الإعلام والاتصال مع المكتسبات النظريّة لعلوم الإعلام والاتصال. فالمفاهيم، إذا لم تغيّب بحجّة مصدرها الخارجي (غير العربي)، توظّف للاستعراض أو لغايات الشكليّة المنهجية. وفي كل الأحوال فإن المكانة الهامشية لمفهوم المجال العمومي، بالرغم من أهمّيته  النظرية في  بحوث الإعلام والاتصال الفرنكوفونية والأنقلوسكسونية على حدّ سواء، تبيّن أن الاشتغال بالمفاهيم لا يزالّ مسلكا بحثيا مهجورا لصالح المسالك البحثية المعلومة التقليدية والأمنة وذات المردودية السياسية والمنفعة العاجلة.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire