إنها مفارقة عجيبة حقا ! ففي الوقت الذي يتعرّض فيه الصحفيون إلى أنواع متعددة من العنف والضغوطات والمضايقات، يتذمر بعض السياسيين والمواطنين والتيارات الفكريّة من عدم احترام النشرات الإخبارية على القنوات العمومية والخاصة لمعايير الحياد والتوازن والموضوعية...
تحيلنا هذه المفارقة على الطابع المركّب لإشكاليّة الصحافة التي لا يمكن اختزالها في ثنائية الحرية والقانون. فاختزال النقاش العام حول واقع الصحافة ومستقبلها في هذه الثنائية قد يؤدي إلى نتائج خطيرة على الصحافة الجديدة التي نطمح إليها وعلى أدوارها الأساسية في بناء مجال عمومي متعدّد وفي تأسيس نقاش عام ديمقراطي.