من مهام الإعلام تمثيل التعدد السياسي والتنوع الثقافي لأن الإعلام الديمقراطي متعدد الأصوات polyphonique. لكن هذا التمثيل يخضع بالضرورة إلى قواعد مخصوصة وإلى ضوابط معلومة (نتائج الانتخابات التي تحدد حجم كل تيار سياسي مثلا).
في تونس حزب التحرير مثلا يحظى بقدر من التمثيل لا يتناسب وحجمه السياسي.
هذا الحزب لم يتقدم إلى الانتخابات وهو يرفض أن يستمد شرعيته من التصويت الشعبي. وهو إذن فاعل سياسي ناقص الشرعية.
هذا الحزب يرفض شكل الدولة الحالي ويدعو إلى استبدالها بشكل هلامي (الخلافة).
هذا الحزب، رغم وجوده القانوني، لا يؤمن بالديمقراطية ويعتبرها نظاما غير عادل وزعيمه يتحدث عن الراعي والرعية بديلا عن السلطة الشرعية المنتخبة والمواطنين.
رغم كل هذا، فإن هذا زعيم هذا الحزب دائم الحضور في البرامج الحوارية حيث يلعب دور الناطق الأصيل باسم الجماهير.
أريد أن اسأل الذين يدعونه إلى هذه البرامج : هذا الحزب الذي لم يتقدم إلى الانتخابات رافضا مبدأ التمثيل السياسي لماذا يحظى بهذا القدر من التمثيل الإعلامي ؟
هذه الملاحظات لا تعني بطبيعة الحال المطالبة بتغييب هذا الحزب عن المجال الإعلامي بل هي دعوة إلى الصحفيين حتى يفكرون في القواعد التي تقوم عليها دعوة المشاركين في البرامج الحوارية.
وفي هذا الإطار يمكن الاستئناس بمدونة القواعد التي أرساها المجلس الأعلى السمعي البصري في فرنسا ,والخاصّة بنتظيم حضوزر التيارات والأحزاب السياسية في المشهد الإعلامي السمعي البصري.
وفي هذا الإطار يمكن الاستئناس بمدونة القواعد التي أرساها المجلس الأعلى السمعي البصري في فرنسا ,والخاصّة بنتظيم حضوزر التيارات والأحزاب السياسية في المشهد الإعلامي السمعي البصري.
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire